أهمية دراسات الجدوى الاقتصادية فى تقييم المشروعات الاستثمارية
- مفهوم المشروع الاستثماري
يمكن ان يعرف المشروع الاستثماري : - بانه اقتراح بتخصيص جزء من الموارد الحالية للمنشأة للحصول على عوائد متوقعة في المستقبل خلال فترة طويلة نسبيا بمعنى اخر ان المشروع الاستثماري هو اقتراح يتضمن التضحية بإشباع مؤكد في الوقت الحاضر في سبيل اشباع اخر يتوقع الحصول علية مستقبلا.
كما تشير بعض الدراسات الاقتصادية الى ان
المقصود بلفظ المشروع هو انشاء مؤسسه جديدة او اضافة شيء جديد من مزيج السلعة
الحالي. ينطوي هنا للمشروع على عدد كبير
من الاشكال التي تندرج من الاله الصغيرة الى المصنع الكبير المتكامل. وعلى هذا
الاساس يتضمن تحليل جدوى المشروع دراسة لا مكانية اقتحام مجال عمل جديد في صورة
منشأة مثلا او اجراء تعديلات جوهرية في المنتجات الحالية او اضافة خطوط انتاج
جديدة.
-
-
العلاقة بين المشروع والبرنامج والخطة:-
المشروع هو نقطة في خطة متكاملة من المشروعات
والبرامج تشكل جميعها الاطار العام لاي مشروع اخذين بعين الاعتبار ان مدى ارتباط
المشروع بغيره من المشاريع والبرامج وبخطة القطاع والخطة القومية تختلف باختلاف
مراحل التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها البلد. في المراحل الاولى
للتنمية حيث تتحدد الأولويات في الاقتصاد القومي بشكل عام عندها يمكن دراسة مشروع
ما في ضوء الخطوط العامة لهذه الاولويات ومع تقدم مراحل التنمية تتهيأ الفرص
الاستثمارية ويصبح بالإمكان تنفيذ بعض المشاريع ذات الانشطة المتعددة عندها تصبح
عملية توزيع الموارد المادية والبشرية المتاحة بين تلك المشاريع مع وضع معايير
واولويات للقطاعات والفروع عملية ليست بالسهلة. من هذا المنطلق يصبح تناول المشروع
في ضوء خطوط عامة غير ممكن او مقنع من الناحية العملية لذا ينبغي النظر للمشروع في
اطار برنامج متكامل مستهدفين تحقيق اهداف محددة ضمن الفرع والقطاع والاقتصاد
القومي ككل وتأتي اهمية دراسة المشروع في
اطار برنامج هو جزء من خطة انطلاقا من
النظرة الشمولية للاقتصاد الوطني ككل مع امكانية الحصول على البيانات والمعلومات
الكمية والوصفية التي تجعل تحليل المشروع اكثر واقعية يعني ذلك امكانية التعرف على
المشكلات والمعوقات والاختناقات في هيكل الاقتصاد الوطني اولا على مستوى القطاع
والفرع الانتاجي والفرع الانتاجي ثانيا. كما يمكن التعرف على الموارد والمستلزمات
التي يحتاجها المشروع بالكم والكيف والسياسات الخاصة بتنمية القطاعات المختلفة في
الاقتصاد الوطني.
على سبيل المثال يمكن اختبار مدى قدرة القطاع
الزراعي وقطاعاته الفرعية على استيعاب استثمارات جديدة يضاف الى ذلك امكانية
التعرف على اختبار صحة معايير الكفاءة في استخدام الموارد من خلال ما يمكن التوصل
اليه من نتائج التقييم لمشاريع جديدة والاهم من كل ذلك فان عملية تحليل وتقييم
المشروعات يمكن ان تؤثر على اسلوب البرمجة والتخطيط للقطاع الفرعي والقطاع الزراعي
والصناعي او للخطة القطاعية والقومية.
- شروط عملية التقييم والتحليل للمشروع الاستثماري :-
هي الشروط التي يجب توافرها في المشروع الاقتصادي حتى يمكن إخضاعه للتحليل والتقييم واهم تلك الشروط هي:-
1-
المعرفة الدقيقة بحجم مستلزمات تنفيذ المشروع
وتشغيله من الموارد سواء كانت ضمن حدود البلد ام من خارجة.
2-
وضوح طبيعة وحجم مخرجات المشروع من السلع
والخدمات (الطاقة الانتاجية) سواء كانت نهائية ام وسيطة للسوق المحلية ام للتصدير
او لكليهما معن. العوائد المتوخاة من المشروع وتسمى بالمنافع.
3-
دراسة الجدوى الفنية للمشروع المقترح من حيث المكائن المعدات والموقع
والطاقة الانتاجية وبالتالي الخروج بقناعة كاملة عن امكانية تحقق المشروع من
الناحية الفنية. ليس كل فكرة ممكنة التحقيق من التاجية الفنية تكون مجدية تكون
مجدية من الناحية المالية والاقتصادية والاجتماعية لذا يجب ان تكون هناك دراسة
جدوى من الناحية الفنية والاقتصادية والمالية.
4-
المعرفة الدقيقة لمراحل تنفيذ المشروع وعمره
الانتاجي لان النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي لا يمكن ان يكون بمعزل عن البعد
الزمني.
5-
تكاليف المشروع اي القياس والتقييم لان عملية
المقارنة لاختيار البديل الافضل من بين البدائل المتاحة والمتنافسة على الموارد
تكون مستحيلة في حالة عدم وجود وحدة قياس يتم بواسطتها اجراء التحليل والتقييم.
6-
والشيء ذاته ينطبق بالنسبة لمخرجات المشروع
من السلع اما المشاريع التي تقدم الخدمات فان عملية المفاضلة تتم باختيار البديل
الافضل باستخدام معيار فاعلية التكاليف لغرض اختيار البديل الذي يحقق نفس الهدف
المحدد كما ونوعا.
- مفهوم دراسة الجدوى الاقتصادية:-
تهدف دراسة جدوى المشروع الاستثماري الى
تحديد صلاحيته من عدة جوانب قانونية وتسويقية وفنية ومالية واجتماعية سواء من وجهة
نظر المستثمر الخاص او العام او الاجهزة المشرفة على المشروعات الاستثمارية
بالدولة او مصادر التمويل.
وتعتمد هذه الدراسة على مجموعة من الاسس
العلمية المستمدة من علوم الاقتصاد والادارة والمحاسبة وبحوث العمليات والتي
تستخدم في تجميع البيانات ودراستها وتحليلها بهدف تقييم المشروعات الاستثمارية.
تتعلق دراسة الجدوى بالأنواع المختلفة للمشروعات الاستثمارية مثل:
1-
المشروعات الاستثمارية الجديدة.
2-
مشروعات التوسع وتتعلق بإضافة طاقة انتاجية
جديدة مثل منتج جديد او خط انتاجي جديد.
3-
مشروعات الاحلال اي احلال الة جديدة محل الة
قديمة لتقوم بنفس عملها او شراء الة اكثر تطورا من الالة القديمة بحيث يترتب على
استخدامها زيادة الكفاية الانتاجية وتغير تكاليف التشغيل.
4-
مشروعات التطوير وتحسين اقتصاديات التشغيل.
*الكفاية
هي بلوغ المشروع مداه النهائي في الكفاءة
اي تتحقق نقطة الانعكاس على منحنى الربحية فيتحول هذا المنحنى من معدلات
التغير المتزايدة الى معدلات التغير المتناقصة لذلك يطلق على هذه النقطة مستوى
التشبع في الدالة اللوجستية وهنا تعتمد قيمة المبيعات او يعتمد حجم الخدمات كمؤشر
رئيس لمتابعة الكفاية الانتاجية للمشروع خلال عمر جهازه الانتاجي.
*الكفاءة هي جوهر الجدوى من حيث المفهوم وجمع بين الطاقة
الكامنة ومردودها الحقيقي تتجسد فيها الانتاجية المادية والمالية او التأثيرات
الاقتصادية وغير الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة وهي تتناول امرين رئيسين:-
1- ربحية المشروع ككل وذلك باعتماد مؤشرات معينة
2- انتاجية عناصر الانتاج
وكل ذلك في اطار يكشف الطاقة الانتاجية الفعلية
والمحتملة او الكامنة خلال عمر المشروع الانتاجي.
- اهمية دراسة الجدوى الاقتصادية:-
ترتبط فاعلية ونجاح المشروع الاستثماري
بتحديد المتغيرات الاقتصادية والمالية والادارية والفنية التي تؤثر في قرار
الاستثمار من حيث تحديد الفرصة الاستثمارية المرتبطة بالمشروع الاستثماري في ضوء
العلاقة بين التدفقات النقدية الخارجة كتكلفة استثمارية رأسمالية والتدفق النقدي
الداخل كعائد (دخل) متتابع الحدوث متوقع تحقيقه مستقبلا والبعد الزمني للاستثمار
الذي يمثل العمر الانتاجي الاقتصادي للمشروع الاستثماري ومعدل الخصم الذي يعبر عن
تكلفة راس المال ومخاطر عدم التأكد المرتبطة بالمشروع كفرصة استثمارية.
يضاف
الى اعلاه تقدير حجم الطلب على منتجات المشروع وتحليل مصادر تمويله مع الرقابة
المستمرة على التكاليف اثناء مراحل تنفيذ المشروع. والعمل على تجنب فشل
المشروع بتوفير المتطلبات المالية
والبشرية والمادية والفنية لكل مرحلة من مراحل التنفيذ وتقييم مراحل التنفيذ لتجنب
تأخير تنفيذ اي مرحلة عن الجدول الموضوع للتنفيذ. فضلا عن الدراسة الموضوعية
لمخاطر عدم التاكد للحد من اثارها السلبية على قيمة العائد الاقتصادي والاجتماعي
المتوقع تحقيقه نظرا لارتباط هذه المخاطر بالمستقبل وصعوبة تجنبها كليه.
يتطلب تحليل وتحديد المتغيرات الاقتصادية
والمالية والادارية والفنية المؤثرة في ربحية المشروع الاستثماري بتبويب وجدولة
بيانات المشروع في جداول متكاملة تعكس القيمة الاقتصادية والفنية والتسويقية
والمالية والبشرية للمشروع مما يساعد على
كتابة التقارير المختلفة التي تغطي كل جوانب ومتطلبات دراسة الجدوى الاقتصادية.
وهكذا نرى ان
المستثمر الخاص يقوم وفقا لنتائج دراسة
الجدوى الاقتصادية بالمفاضلة بين المشروعات البديلة كي يختار افضلها من وجه نظرة
الاستثمارية. كذلك فان المستثمر الخاص يهدف الى تحقيق الارباح المتوقعة من تلك
المشروعات والحصول على افضل عائد لأمواله
المستثمرة كما انه يهدف الى معرفة فترة استرداد راس المال المستثمر وكيفية
المحافظة عليه وضمان استمرار التعامل مع البنوك وغيرها من مصادر التمويل المختلفة
على احتياجاته المالية سواء لهذا المشروع او لغيرة. كما ان المستثمر الخاص يهدف من
وراء القيام بدراسة جدوى المشروع الى الحصول على موافقة الجهات الرسمية على انشاء
المشروع.
واما عن اهمية دراسات الجدوى بالنسبة للمستثمر العام فأنها ترجع الى:
1-
ان الدولة تحتاج الى اسلوب لاختيار المشروعات
ذات النفع العام الاكبر وهذا لا ياتي الا عن طريق دراسة الجدوى التي يمكن على
اساسها ترتيب المشروعات العامة حسب درجة الحاجة اليها.
2-
علاقة المشروع بغيره من المشروعات.
3- الدولة لا تمنح ترخيصا بأنشاء المشروع الا اذا تأكد لها ان الاعباء الاجتماعية التي تنتج عن ذلك المشروع اقل ما يمكن وان العوائد والمنافع الاجتماعية التي يحققها المشروع للمجتمع اكبر ما يمكن.

تعليقات
إرسال تعليق
رأيك مهم