القائمة الرئيسية

الصفحات

البصمة الكربونية و دورها فى تحقيق رؤية مصر 2030

 



البصمة الكربونية  و دورها فى  تحقيق رؤية مصر 2030

مقدمة :

تعد انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربونCO2الناتجة عن نشاطاتنا المتنوعة واحدة من العوامل الرئيسية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري (Global Warming) )، وما لها من علاقة مباشرة في تدهور البيئة في العالم. وبناء على ذلك تكمن أهمية قياس معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والتي يستدل منها على مدى مساهمتنا السلبية في زيادة الأحمال البيئية، ومن هنا ظهر ما يسمى بالبصمة الكربونية (Carbon Footprint) ، وهو مؤشر يتم من خلاله التعبير عن كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري) المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية ووسائل النقل المختلفة والنشاطات الصناعية ... إلخ، حيث كل نشاط نمارسه له بصمة كربونية، فركوب الدراجة الهوائية وان لم تنبعث عنه غازات كربونية الا انها مرت بمرحلة التصنيع ومرحلة النقل والتوزيع على المتاجر وكذلك معظم الاشياء من حولنا مثل الكتب والاقلام وغيرها. لذا يتم استخدام البصمة الكربونية (Carbon Footprint) على عدة مستويات، حيث تستخدم للتعبير عن معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على مستوى الفرد والمؤسسات والدول أو حتى على مستوى عملية انتاج منتج معين أو على مستوى نشاط معين، وغالبا ما يعبر عنها بوحدة الطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة .
وهناك علاقة وثيقة بين التنمية المستدامة والبيئة ولتحقيق الأولى كان لزاما الحفاظ على الثانية (لان البصمة البيئية هي مؤشر لقياس الاستدامة)، ولأهمية هذه العلاقة وتكاملها تم رصد ومراقبة الوضع البيئي بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية، ولعل اتخاذ البصمة البيئية يعتبر مدخل مهم وهام من أجل تحقيق التنمية المستدامة عن طريق تحديد الوضع البيئي ومدى إمكانية البيئة الطبيعية من تجديد مواردها المستنزفة، بسبب العنصر البشري أو الطبيعي، وعليه تسمح البصمة البيئية بتحديد مقدار الموارد الطبيعية التي لنا الحق في استهلاكها من أجل خلق التوازن البيئي ومواجهة التحديات البيئية.

 كما انه لا شك ان الانبعاثات الكربونية ترتبط ارتباط وثيق بظاهرة الاحتباس الحرارى وتؤثر على المناخ بشكل كبير، ولما كانت التغيرات المناخية ترتبط بمعظم أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2015 ، وهى التي ارتكزت عليها رؤية مصر 2030، والاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ  2050 لدعم اهداف التنمية المستدامه، كان لزاما ايضا تقييم الجهود المبذولة للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف تنموية مثل القضاء على الجوع والفقر المدقع، وتحسين الصحة، وضمان استدامة المدن والمجتمعات.

أولا: تعريف البصمة الكربونية والعوامل المسببة لحدوثها وكيفية حسابها :              

 المفهـوم:

لقد ﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻋﻤﺎل ﻗﻤﺔ اﻷرض ﻋﺎم 1992 :

ﻫﻮ ﻇﻬﻮر ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮت فى ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي اﻧﻌﻘﺪت ﻓﻴﻪ وﻧﺸﺮت ﻣﻘﺎل عن اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ واﻟﺴﻌﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻣﺎ يخلفه اﻻﻗﺘﺼﺎد الحضري. إن البصمة الكربونية هى الأثر الناتج عن اطلاق الغازات الدفيئة -كثاني أكسيد الكربون، والميثان في الجو، وهذا بعد حدوث نشاط بشري؛ فعند قيادة السيارة -مثلًا- يكون للعادم الخارج منها أثر كربونيّ؛ ولكن ماذا عن الدراجة -علَى سبيل المثال- التي لا تُخرج عوادمَ؟

من هنا نُجيب:

 علَى الرغم مِن أنَّ الدراجةَ لا تنبعث منها غازاتٌ، فإنَّ تصنيعها كان -بطبيعة الحال- في مصنع يعمل بالطاقة الأحفورية، وهناك شاحنة تسير بالبنزين نقلتها إلى التجار؛ وهذا كله له أثر كربونيّ، حتى قراءة كتاب في أثناء الجلوس على أريكة له -أيضًا- بصمة كربوينة؛ لأنَّ الكتابَ صُنِعَ في مصنع يستخدم طاقةً غير نظيفة، والقائمة تطول. بعبارة أخرى: البصمة الكربونية -تحديدًا- مؤشر بيئيّ، يقيس معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، ويُعَبَّرُ عنه بوحدة الطن في العام الواحد (Ton / year).


تعليقات

التنقل السريع