القائمة الرئيسية

الصفحات

البطالة فى الفكر الاقتصادى

 

البطالة فى الفكر الاقتصادى

تعتبر البطالة من أخطر المشكلات الاقتصادية التي تواجه الدول، خاصة الدول النامية مما جعل البطالة من أهم الأهداف الاقتصادية التى تشغل فكر صانعي ومُتخذي القرار فى وضع خطط من السياسات الاقتصادية وكذلك السياسات التجارية لعلاج مشكلة البطالة وتلافي آثارها السلبية.

تفسير ظهور البطالة عبر رواد الفكر الاقتصادي :

 اختلف رواد الفكر الاقتصادى فى تفسير اسباب ظهور البطالة، فكان هناك العديد من التحليلات والرؤي لمختلف الرواد والمدارس الاقتصادية، والتى يمكن توضيحها فيما يلى :

تحليل المدرسة الكلاسيكية للبطالة في الأجل الطويل:

 رأي الكلاسيك أن هناك علاقة ارتباط بين البطالة والمشكلة السكانية، بالإضافة إلي تأثيرها على تراكم رأس المال والنمو الاقتصادي.

فمع زيادة معدلات البطالة تنخفض المدخرات وينخفض التراكم الرأسمالي، ويعتبر السبب الرئيسى لظهور البطالة فى المدرسة الكلاسيكية هو رفض العمال الى العمل بالأجور السائدة، وبالتالى يزداد عرض العمل عن الطلب على العمل في السوق.

وعودة التوازن التلقائي عند الكلاسيك لحل مشكلة البطالة يتمثل فى :

مع زيادة عرض العمل عن الطلب على العمل فى السوق، هذا يؤدي بدوره إلي تنافس العمال على فرص التوظيف مما يجعلهم يقبلون بأجور أقل، وتلك الأجور المنخفضة تؤدي إلي انخفاض تكاليف الإنتاج ومن ثم زيادة الأرباح. وهذه الزيادة في الأرباح تحفز أصحاب المشروعات على زيادة الإنتاج وزيادة الطلب على العمال إلي أن تختفي البطالة بين العمال،

ويتحقق التوظف الكامل.

ومن ثم يتمثل علاج البطالة عند الكلاسيك في مرونة الأجور والأسعار  واستجابتها لتغيرات العرض والطلب في سوق المنافسة الكاملة.


مع ملاحظة أن الكلاسيك لم يستبعدوا فكرة ظهور البطالة الإختيارية أو البطالة الجزئية حيث يعتبر أن:

 البطالة الإختيارية

هى البطالة التى تنشأ لتفضيل العمال التعطل عن العمل على أن يقبلوا العمل بالأجور المنخفضة السائدة، ولكن فى جميع الأحوال توجد فرص للتوظف تكفى لتشغيل العمال القادرين والراغبين فيه عند مستويات الأجور السائدة.

أما البطالة الجزئية فهى

البطالة التى تحدث نتيجة أخطاء رجال الأعمال أو المستثمرين عند تحديدهم لأحجام الطلب والإنتاج أو لتغير أذواق المستهلكين.

 ومع ذلك فقد أعتقد الكلاسيك أن البطالة الجزئية التى تنعكس فيها أزمات افراط انتاج جزئية سوف تقضى على نفسها بنفسها من خلال توافر مرونة الأسعار والأجور.

تفسير المدرسة الكينزية لمشكلة البطالة :

 لم تعترف المدرسة الكينزية بحالة التوظف الكامل لكافة عوامل الإنتاج التي بُني عليها الفكر الكلاسيكي بالاضافة إلى عدم الاعتراف بمرونة الأسعار والأجور.

 حيث أوضح كينز أن تلك الفروض التى قام عليها الفكر الكلايسكى لا تمثل العالم الواقعى، فالعمال دائماً ما يعارضون الانخفاض فى أجورهم النقدية، كما أن نقابات العمال فى الدول الصناعية الكبرى اصبحت من أهم الكيانات التى لا يمكن اهمالها وذات تأثير كبير فى السوق، بالإضافة إلى أن الإنخفاض فى الأجور لا يمثل فقط الانخفاض فى التكاليف ولكنه يمثل زيادة أرباح الرأسمالين وزيادة فرص العمل.

ويمثل انخفاض الأجور أيضاً انخفاض فى الدخول للأفراد والأسر، وبالتالى يكون هناك انخفاض فى الطلب على السلع والخدمات مما يؤدى إلى تكدس السلع فى المخازن وبالتالى عدم قدرة الرأسمالين على خلق فرص عمل، وبالتالى زيادة البطالة الى جانب سوء توزيع الدخول بين فئات المجمتع.

وبالتالى أختزل كينز مشكلة البطالة إلي نقص الطلب الكلي الفعّال،


كما أن عدم توازن الإدخار مع الإستثمار هو أمر من الممكن أن يسبب تناقص معدل الربح نتيجة إنخفاض الإنتاجية الحدية لرأس المال، وثبات معدل الفائدة. وبسبب العوامل النفسية التي تؤثر على توقعات المستثمرين وتحد من تحقيق التوظف الكامل، ومن ثم فإن كينز توصل إلى أن المستوى التوازنى للدخل سيكون فى معظم الأحوال أقل من التوظف الكامل لأن كمية الإدخار والتى تتناسب مع مستوى التوظف الكامل ستكون دائماً أكبر من الكمية المستثمرة الأمر الذى يؤدى إلى أن الاقتصاد محكوم عليه بالأزمات والبطالة.

لهذا دعي كينز إلي التدخل فى الشئون الاقتصادية من قبل الدولة أو الحكومة لما لها من قدرة على التأثير من خلال استخدام السياسة المالية بتخفيض الضرائب، وخفض سعر الفائدة من أجل خفض تكاليف الإنتاج، كما دعي إلي زيادة الإنفاق الحكومي فى مجال الخدمات والوظائف الحكومية من أجل زيادة حجم الدخل والتأثير على الطلب الكلي الفعال، ومن ثم خلق فرص عمل وزيادة التوظف وخفض البطالة، مع ملاحظة أنه دعى إلى العكس فى حالة الوصول إلى التوظف الكامل وظهور التضخم فلابد من خفض حجم الطلب الكلى الفعال.


تعليقات

التنقل السريع